أ لا كـــلُّ شــــيء فــــي الـحـيــاة مُــقَــدَّر
ُ
ولا بـــــــــــد إلاّ صَـــفْــــوُهــــا يَــــتَــــكَــــدَّر
ُ
ُــقَـــدِّرُ ربـــــي كـــــل شــــــيء بـعـلــمــهِ
ومــــا قــــدَّرَ الـرحـمــن لا بـــــد يَـظْــهَــرُ
ومــــا قــــدَّرَ الـرحـمــن عــــدل وحـكـمــة
ولـــيــــس بــإجـــبـــار لــعـــبـــد يُــخَـــيـــرُ
أيـــحـــرق ربـــــــي عـــبــــده بـقــضــائــه
ولــيــس بــظـــلام فـكــيــف سـيـجـبــرُ ؟
وأَسْـــعَـــدُ انـــســـان بـــديــــن وصـــحــــةٍ
ومــــال لـــــه يـعـطـيــه ســـــرا ويـجــهــر
ومن عاش محروما من الدين والتقى
فقد خسـر الدنيـا وفـي الحشـر أخْسَـرُ
فليـس فقيـر النـاس مـن كـان مفلـسـاً
ولــكــن قـلـيــل الــديــن والـعـقــل افــقـــرُ
ولا تحسـبـن الحـسـن شـكــلا وصـــورةً
بــل الحـسـن اخـــلاق وديـــن ومـظـهـرُ
ومـــا كـــل ذي حـســن يُــغَــرُّ بـحـسـنـهِ
فــمـــا كـــــل ورد ذي جـــمـــال يُــعَــطِّــرُ
ومـــا كـــل ذي جـســم يُــعَــدُّ مـصـارعــاً
ومــا كــل بـحــر سـاكــن لـيــس يَـهْــدُرُ
ورب جـــمـــال بـــاهـــر مـــثــــل نــبــتـــةٍ
بـمـزبــلــةٍ خـــضـــراءَ تــنــمــو وَتُــبْــهِـــرُ
اذا عشتَ تُرضي الناس والله مُغضبٌ
يُـحَـوِّلُــهُــمْ بُــغــضــاً عــلــيــك وَيَـــقْــــدِرُ
وان عشت ترضي الله والكـل غاضـب
فـــلا بـــد يــومــا أن يــؤوبــوا ويـغـفــروا
وان كــنــت تـعــصــي الله والله ســاتـــر
فــهــذا هــــو الامــهــال عَــلَّـــكَ تَــحْـــذَرُ
ولا تَـحْـسَـبْ الإمـهــالَ سـهــوا وغـفـلــةً
فسبـحـانـهُ يُـعْـصـى الـحـلـيـمُ وُيَـصـبِــرُ
ويستـدرجُ الرحمـنُ مــن كــان عاصـيـاً
فـــان لـــم يـتــب بـئــس الـــذي يَـتَـكَـبَّـرُ
اذا لــــم تــكــن لـلـديــن خــيــرَ مــدافـــعٍ
فــعــن أي شــيــئ ذائــــدٌ أو سَـتَـشْـعُــرُ
اذا ضـــــاع ديـــــن الله والــكـــل نـــائـــمٌ
فـلا وطــنٌ يُحْـمـى ولا الـعِـرْضُ يُسْـتَـرُ
ولا خُـلُــقٌ يـسـمـو ومــــا مــــن كــرامــةٍ
ولا نـعـمــة تـبـقــى ولا الــجـــو يُـمْــطِــرُ
وان كـــان ديـــن الله لـلـنــاس حـاكـمــاً
فـكــل حـيــاة الــنــاس بـالـخـيـر تُـثـمــرُ
وأَرذلُ اخــــــــلاق الــــرجـــــال خـــيـــانـــةٌ
أتَــهْـــدي عــــــدوَّ الله أرْضَــــــكَ يَــعْــبُــرُ
اتـرضــى لـــه عَـيْـثـاً يـجــوسُ خـلالَـهـا
ويـقــتــل أرحــامـــا وأهــــــلا ويـــأسِـــرُ ؟
اتــــهــــدم تــاريـــخـــا وديــــنــــا وامــــــــة
وتــطــمــس اثـــــــارا لـــهــــا وتـــدمــــرُ ؟
أمـــــا عَــلِـــمَ الــخـــوّانُ حــــــدا لإثْـــمِـــهِ
ألا انــــــه الاعــــــدام والـــجـــرم اكـــبــــرُ
ولا يــســال الاعــــداء عــنـــه تـجــاهــلا
وَيُلْـقـى كَـكَـلْـب فـــي النـفـايـات يَـهْـمُـرُ
وخــــــزي لـــــــه أنّ الـجــمــيــع يـــذمــــهُ
ولــعــنٌ مــــع الايــــام يُـــــرْوى ويُــذكـــرُ
فــمــا نــــال مـــــن دنــيـــاه الا تَـحَــسُّــراً
ومــن صَــدَّقَ الاعــداءَ يـومــاً سَـيُـغْـدَرُ
ومـــن حـالــف الاعــــداء هــــذا جــــزاؤه
ويـــومَ لـقــاء الله فـــي الــنــار يُـحـشــرُ
ســــراب هــــي الـدنـيــا ولــكــن نـحـبـهـا
فــايـــاك ان تُــغـــرى بــفـــانٍ وتُــسْــحَــرُ
اذا كــنـــت ذا عــقـــل فــانـــت مـــغـــادرٌ
فـــلا تـنــس ذاك الـيــوم فـيــه سـتـقـبـرُ
وَيَـتْـرُكُــكَ الاهــلــون او مــــن تـحـبـهـمْ
كَــــأنَّ جـمـيــعَ الــنــاس حُــبَّــكَ يُـنْــكِــرُ
وكـم كــان مِــنْ صَـحْـبٍ بِقُـرْبـك سُـمَّـراً
فـمـن ذا الــذي يـرضـى بقـبـرك يسـمـرُ
ولكـن صديـقُ العُمْـرِ مــا انــت عـامـلٌ
وفـــي الـقـبـر يـبـقـى شــاهــدا لايُــــزَوِّرُ
ومــــــا الـــحـــب الا لـــلالـــه وشـــرعــــهِ
وحـــــب رســـــول الله لـلـقـلــب يَــعْــمُــرُ
رايــــتُ كـثـيــرَ الــنـــاس أفْــسَـــدَ قـلــبَــهُ
يَـهـيـمُ عـلــى حـــب الـنـســاء ويـسـكــرُ
ويُلـهـيـه هـــذا الاثـــم عـــن امـــر ربـــهِ
ويـعـبـد جـنـسـا فـــي غــــرور وَيُـسْـعَــرُ
اتـعـشـقُ مـــن يـفـنــى ويـلـهـيـك حــبــهُ
عـــن الـصَّـمَـدِ الـبـاقـي الــســتَ تُـفـكِّــرُ
ايــا غـافـلا كـيـف الـغــرور امـــا تـعــى
فـــان الــــذي يـغـويــك يُـعْـمــي وَيَــقْــذُرُ
ولـــكـــن بـــامــــر الله رَكَّـــــــبَ شـــهــــوةً
فطـوبـى لـمـن خــاف الـحــرامَ ويَـصْـبِـرُ
فقـارن نسـاء اليـوم والحـور فــي غــدٍ
فـــان كـنــت ذا فـهــم فـنـفـسـك تَـحْـقِــرُ
وان كنـتَ عبـدا للهوى لـسـتَ سامـعـاً
فــقــلــبــك مــــأســــور فـــــــــلا يـــتـــاثـــرُ
وان كــنــتَ عــبــد الله اســــرع بـتــوبــةٍ
عـلــيــك بــــــذات الـــديـــن والله يــغــفــرُ
ومـن سـار فــي درب الـرسـول فنعـمـةٌ
يَخُـصُّ بهـا البـاري الــذي هــو يشـكـرُ
فـعـجــل بـخـيــر فَـالـمـنـيـةُ قـــــد دنـــــتْ
اذا جـــــــــاء وعـــــــــد الله لا يـــتـــأخــــرُ
ومـــا الـعـمــر الا رأس مــالــك فـانـتـبـهْ
اتـلـهــو بــــراس الــمــال فــيــه تُــبَـــذرُ؟
فَأعـجـبُ مـمــن عُـمْــرَه لـيــس حـافـظـاً
ويـقـضـيــه الـعــابــا ولــهـــوا ويــســهــرُ
سَـنُـسْـألُ عـنــد الله عـــن كـــل لـحـظـةٍ
هـنـيــئــا لـــمــــن لله يــحــيـــا ويـــذخــــرُ
اترجو رضـا الرحمـن مـن غيـر طاعـةٍ
فابـلـيـس يـرجــو مـــا رَجَــــوْتَ وَيَـكْـفُــرُ
امــا تسـتـحـي تـرجــو مـــن الله عَـفْــوَهُ
وانــــت لــحــق الله تــأبـــى وتـهــجُــرُ ؟
وَأَعْـــدى عـــدو بـيــن جنـبـيـك ســاكــنٌ
هــي النـفـس خالفـهـا فَبِالـسـوءِ تـأمُـرُ
فــان نـحــن هَـذَّبْـنـا الـنـفـوس تَـهـذَّبـتْ
وان نـحــن طـاوعـنــا هــواهــا سَـتَـعْـقِـرُ
فـطـائـعـةُ الـرحــمــن ان هـــــي اقـبــلــتْ
وصـاحـبـةُ الـشـيـطـانِ اذ هــــي تُــدْبِــرُ
وَقِـــمَّــــةُ اعـــمــــال الــعـــبـــاد لــربـــهـــمْ
جــهــاد لــوجـــه الله والــديـــن يـنــصــرُ
كغيث يُغيـثُ النـاس مـن بعـد يأسهـمْ
فـيـمـلأ فـــي الـكــون الـحـيــاة وَيَـنْـشُــرُ
فـمــن لـلـطـغـاة المـجـرمـيـن وظـلـمـهـمْ
وكـيــف يــعــم الـخـيــر والــشــر يُـقْـهَــرُ
اذا لــــــم تـــرفـــرف رايــــــة الله عــالــيــاً
فــمــا اصــعــب الايــــام لــــو تـتــصــورُ
ثـــــلاثٌ بــهـــا عــنـــد الـمـجـاهــد لـــــذةٌ
يُـــطَـــوِّعُ نــفــســـا لـلــجــهــاد وَيُــجْــبِـــرُ
ويــــــوم لـــقــــاء الله عـــنــــد شـــهــــادةٍ
يــرى الـحــور والـجـنـات حـيــن يُـبَـشَـرُ
وان عـــاد حــيــا رافــــع الــــرأس فــائــزاً
فـبـشــرى لــــه نــصــر عـظـيــم مُـيَـسَّــرُ
وان كـنـت ذا عـــذر لـخــوض غـمـارهـا
فــجــاهــد بـــمـــال او بـــقــــول يُـــثَــــوِّرُ
فـاعـداء ديــن الله لــم تـحــص عَـدَّهُــمْ
وكـــلٌ عـلــى الاســـلام حـــرب وَيَـمْـكُــرُ
فــان لــم نـقــم صـفــا لنـفـشـل مـكـرهـمْ
فنـحـن عـلـى الاســـلام ادهـــى واغـــدرُ
اذا كــــان هَــــمُّ الــمَــرْءِ ارضــــاء ربـــــهِ
سـيـرضـيـهِ ربــــي عــاجــلا او يُــؤَخِّـــرُ
وَيَسْـعَـدُ فــي الـداريـن والـوعـد صــادقٌ
ومــــن يـشـكــر الـرحـمــن فالله يـشـكــرُ
ومـــن عـــاش لـلـدنـيـا وكــــان مُـنـعّـمـاً
بِـغَـمْــسَــةِ نــــــار لا نــعــيـــم سَــيَــذْكُـــرُ
ومـــن عـــاش لـلاخـرىبـحـزن وحــســرةٍ
فـــفــــي جـــنــــة يــنــســـىولا يَــتَــحَــسَّــرُ
كـثـيـرُ كـــلام الـنــاس لـيــس بـصــادقٍ
قــلــيــلٌ يـــخـــاف الله حـــيــــن يُــخَــبِّـــرُ
واعــجـــب مـــمـــن لـلـنـمـيـمـة حـــامـــلٌ
ويــنــقــلــهـــا جــــــهــــــلا ولا يــــتــــدبَّــــرُ
تَــبَــيَّــنْ ولا تــعــجــلْ بـــقـــولٍ تــقــولـــهُ
أتـحـســبــه ســـهـــلا فــجــهــلا تُــفَــسِّــرُ
واجـمـل مــا فــي الـمـرء طـيـب لـسـانـهِ
وقـلـبٌ لـــهُ قـــد فـــاق طـيـبـاً وَيُـضْـمِـرُ
ومـــــا كـــــل ظـــــن يـعـتـريــك مـحـقــقــاً
ومـا كــل غـيـم فــي السـمـاء سَيُمْـطِـرُ
ويبـقـىبـهـاء الــمــرء مــــا دام صـامــتــاً
ويــعـــرف بـالاخــطــاء حــيـــن يــثــرثــرُ
اذا قلـت مـا يرضـي الالــه فــلا تـخـفْ
وخـوفـك كــل الـخــوف لـلـسـوء تـنـشـرُ
فـلـيـتـك لــلاعـــراض كــنـــت مـحـافـظــاً
كعـرضـك لا تـرضـى بـــه مـــن يُـشَـهِّـرُ
ولا تــــك ذا حــقــد وكــــن ذا سـمــاحــةٍ
فــــإنَّ سـلـيــم الـقـلــب انــقــى واطــهـــرُ
واحبـب لـكـل الـنـاس مــا كـنـت راغـبـاً
وبـالــود فـانـظـر مـــا تــحــب لِـيَـنْـظُـروا
فـمـن كـــان ذا قـلــب مـريــض وحـاقــدٍ
اذا قـــلـــتَ مــهــمــا قـــلـــتَ لا يــتــذكــرُ
ولـــــو قــلـــتَ قُــرْانـــاً وَأَتْـبَــعْــتَ سُـــنَّـــةً
فــان مـريــض الـقـلـب بالـحـقـد يـنـظـرُ
فـحـقــد مــــع الايــمـــان لـــــن يـتـلاقـيــا
فـأقــواهــمــا يــبــقـــى واخـــــــرُ يَــهْــجُـــرُ
واجــمــل وجــــه فــــي الــدنـــا مـتـبـســمٌ
واجـــمــــل قـــلــــب بـالـمـحــبــة يـــزخــــرُ
واقبـح مــا فــي الـمـرء يرضـيـك ظـاهـراً
كَــوَحْــش لـصـيــد كــامِــنٍ ثــــم يــغـــدرُ
علـى قَـدْرِ مـا تهـوى الدنـا فَـرِحـاً بـهـا
تكـون حزيـنـا حينـمـا الـمـوت يحـضـرُ
وان كــــان حــــب الــمــرء لله خـالــصــاً
فـعــنــد لـــقـــاء الله فــالــوجــه يُــسْــفِــرُ
فــهــذي وصــايــا بــــل هــدايــا ثـمـيـنـةٌ
ولـكــن بــكــل الــمــال لـيـســت تُـسَـعَّــرُ
فـتـبـقــىمــع الأيـــــــام والـــمــــال زائـــــــلٌ
يُـــضِــــلُّ كــثــيـــرا والــوصــايـــا تُـــذَكِّــــرُ
فـمــن كـــان ذا ديـــن فللـعـلـم عـاشــقٌ
يُــغَـــذّي بـــــه روحـــــاً وقــلــبــا يُـــنَـــوِّرُ
ومـــن كــــان ذا دنــيــا فـلـلـمـال عــابــدٌ
يــغــذي بــــه جـسـمــا يــمــوت وَيُــدْثَـــرُ
ومـــن كـــان ذا ديـــن ومـــال وحـكـمــةٍ
عــــروسٌ بــمـــالٍ ذاتُ ديـــــن وَتُـبْــهِــرُ
ولا خـيــر فـــي عـلــمٍ ومــــالٍ وحـكـمــةٍ
اذا لـــم تـــك الاخــــلاق عـنـهــا تُـعَـبِّــرُ
فـــهــــذا كـــتــــاب الله مـــــــاذا دعـــــــاؤُهُ
بــعــلـــمٍ فـــزدنــــي أم بـــمــــالٍ أُوَفِّـــــــرُ؟
وهـــــذا رســـــول الله بـالـعـلــم ســـابـــقٌ
يَــحُــضُّ عــلــى عــلــمٍ مُـفـيــدٍ يُـبَــصِّــرُ